قدمت قدوم البدر بيت سعوده ... وأمرك عال صاعد كصعوده
لبست سناه واعتليت اعتلاءه ... ونأمل أن تحظى بمثل خلوده
«٤٤٧» - الصابي:[من الكامل]
أهلا بأشرف أوبة وأجلّها ... لأجلّ ذي قدم يلاذ بنعلها
فرشت لك الترب التي باشرتها ... بشفاهها من كهلها أو طفلها
لم تخط فيها خطوة إلا وقد ... وضعت لرجلك قبلة من قبلها
وإذا تذلّلت الرّقاب تقرّبا ... منها إليك فعزّها في ذلّها
[كتاب لابن نصر]
٤٤٨- عليّ بن نصر الكاتب يهنىء بعض إخوانه وقد قدم من سفر في زمن فتنة: ما زلت- أطال الله بقاء سيدنا- أتنسّم بركات هذا اليوم منذ تنفّس صبحه، وأتوسّمه بادية ميامنه ونجحه، وأرى في أثنائه سعودا، وفي ضيائه مزيدا، حتى باين الأيام الخالية، ونافى الأزمان الماضية، وأنا أستطرف ما أجده، استطراف من عدم منه ما يعهده، حتى إذا هزم نهاره، واستغرق بياضه اصفراره، أتت الأنباء مبشّرة بمقدمه، فظهرت العلّة الغامضة، وزالت الشبّهة العارضة، وعلمت أنه أقدم بقدومه سعدا غائبا، وأغرب بطلوعه نحسا راتبا، واستصحب الإقبال متمسكا بأذياله أين نحا ويمّم، متفيّئا بظلاله أين سار وخيّم، والله تعالى ذكره يسعده بهذا الورود، سعادة تقضي له بالبقاء والخلود، ويبلّغه فيه وفي كلّ أمر يحاوله ويبتغيه أقصى مطارح همته، وأنأى مسارح أمنيته. ولست محيلا في التأخر عن الخدمة والتباطؤ عن المشافهة بالتهنئة على قاطع علّة ولا مانع