للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكر تعتري وحزن طويل ... وسقيم أنحى عليه [١] النحول

ليس يبكي رسما ولا طللا مح ... ح كما تندب الربى والطّلول

إنما حزنه على ثلث كا ... ن لحاجاته فغالته غول

كان للسرّ والأمانة والكت ... مان إن باح بالحديث الرسول

كان مثل الوكيل في كلّ سوق ... إن تلكّا أو ملّ يوما وكيل

كان للهمّ إن تراكم في الصد ... ر فلم يشف من غليل غليل

كان لا يتقي الحجاب من الحج ... جاب إن قيل ليس فيها دخول

يقف الناس وهو أول من يد ... خله القصر غادة عطبول

فإذا أبرزته فاح به في ال ... قصر مسك وعنبر معلول

كان مع ذا عدل الشهادة مقبو ... لا إذا عزّ شاهدا تعديل

وإذا ما التوى الهوى بالأليفي ... ن فلم يرع واصلا موصول

فهو الحاكم الذي قوله بي ... ن الأليفين جائز مقبول

٧٢٠- مات ولد لأعرابيّ فصلّى عليه وقال: اللهمّ إن كنت تعلم أنه كريم الجدّين، سهل الخدّين، فاغفر له، وإلا فلا.

[لابن نصر تعزية بعنز]

٧٢١- كتب ابن نصر الكاتب يعزي بعنز ماتت عند الولادة: أحقّ الناس، أيها الحاجب، بالأنين من ألم محنته، وأخلقهم بفضل الحنين إلى نعمته، وأولاهم بالحزن الطويل، وأحراهم بالبكاء والعويل، وأشدّهم تصعيدا لأنفاسه، وأعذرهم في تناول أخدعه وراسه، من عجز بعد القدرة، وأترب بعد الثروة، وفارق السعة واليسار، ولابس الإضاقة والاقتار، وعدم ماله الزائد النامي، وفقد حرثه الرائع الزاكي. وبلغني مصابك بالعنز التي كانت لك من أعظم جاه وعزّ، وانها قبضت نفساء بمرأى عينيك، واعتبطت منقلبة


[١] ب: إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>