«٨١٤» - كان يعقوب بن المهديّ محمّقا، وكان يخطر بباله الشيء فيكتبه، ثم يثبت تحته: إنه ليس عندنا، وإنما أثبتّه ليكون ذكره عندنا إلى أن نملكه.
فوجد له في دفتر: ثبت ما في الخزانة من الثياب المقّلة السكندريّة الهاشمية [١] : لا شيء، أستغفر الله، بلى عندنا زرّ من جبّة كانت للمهديّ. الفصوص الياقوت الحمر التي من حالها وقصّتها كذا وكذا: لا شيء، أستغفر الله، بلى عندنا درج كان فيه خاتم للمهدي هذه صفته. فحمل ذلك الدفتر إلى المأمون فضحك حتى فحص برجله وقال: ما سمعت مثل هذا قطّ.
«٨١٥» - كان معاوية بن مروان أخو عبد الملك ضعيفا، فقال له خالد بن يزيد بن معاوية: يا أبا المغيرة ما أهونك على أخيك، لا يولّيك ولاية. قال: لو أردت لفعل، قال: كلا، قال: بلى والله، قال: فسله أن يولّيك بيت لهيا، قال:
نعم. فغدا على عبد الملك فقال له: يا أمير المؤمنين: ألست أخاك؟ قال: بلى والله إنك لأخي وشقيقي، قال: فولّني بيت لهيا قال: متى كان عهدك بخالد؟ قال:
عشية أمس قال: إيّاك أن تكلّمه. ودخل خالد فقال له: كيف أصبحت يا أبا المغيرة؟ فقال: قد نهانا هذا عن كلامك، فغلب عبد الملك الضحك، فقام وتفرّق الناس.