للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم شهقت شهقة خرّت ميتة، فقلت لهم: من هذه؟ فقالوا: عقيلة بنت الضحاك بن عمرو بن محرق بن النعمان بن المنذر، فقلت لهم: فمن عمرو هذا؟

قالوا: ابن عمها عمرو بن كعب بن محرق بن النعمان بن المنذر، فارتحلت من عندهم، فلما دخلت اليمامة سألت عن عمرو هذا، فإذا هو قد دفن في ذلك الوقت الذي قالت فيه ما قالت.

[٤٥٥]- قال عكرمة: إني لمع ابن عباس بعرفة إذا فتية أدمان يحملون فتى في كساء معروق الوجه ناحل البدن أحلى من رأيت من الفتيان، حتى وضعوه بين يدي ابن عباس وقالوا له: استشف له يا ابن عمّ رسول الله، فقال ابن عباس:

وما به؟ فأنشأ الفتى يقول: [من الطويل]

بنا من جوى الأحزان والحبّ لوعة ... تكاد لها نفس الشفيق تذوب

ولكنما أبقى حشاشة معول ... على ما به عود هناك صليب

قال وأنشأ الفتى يقول: [من الطويل]

وبي لوعة لو تشتكي الصمّ مثلها ... تفطرت الصمّ الصلاد فخّرت

ولو قسم الله الذي لي من الجوى ... على كلّ نفس حظّها لألّمت

ولكنما أبقى حشاشة معول ... على ما به صلب النجار فمدت

قال: فأقبل ابن عباس على عبيد الله بن حميد بن زهير بن سهيل بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، فقال: أخذ هذا البدوي العود علي وعليه، قال: ثم حملوه، فخفت في أيديهم فمات، فقال ابن عباس: هذا قتيل الحبّ لا عقل ولا قود.

قال عكرمة: فما رأيت ابن عباس يسأل الله تلك العشية حتى أمسى إلا العافية مما ابتلي به ذلك الفتى.


[٤٥٥] الأغاني ٢٣: ٣١٦ (والحكاية هنا أتمّ مما هي في الأغاني) .

<<  <  ج: ص:  >  >>