للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعتمادا عليك بالنية [١] ومشاركتي إياك في السرور بكلّ ما خصّك الله به من الكرامة، وخلطت بذلك ذكر ما أنا متصرّف فيه من المحنة [٢] التي تحول بيني وبين كثير من الفرض والنافلة، لكنت في ذلك على سبيل [٣] يجب بها العذر، وتزول معها الحجة؛ لكنّي كرهت الإخلال بالعادة، وإضاعة ما جرت به السنّة، فأقتصر على ما حضرني من القول والدعاء الذي أرجو من الله الإجابة لأنه يخرج عن إخلاص [٤] من السريرة وصدق من النيّة؛ وأنا أسأل الله المتطوّل بالنعم قبل الاستحقاق لها، والهادي إلى شكرها ليوجب بذلك المزيد منها، أن يصلّي على محمد عبده ورسوله، فإنّ ذلك أولى ما تفتتح به المسألة، وتستنجح به الطّلبة، وأن يتولّاك في لطيف أمورك وجليلها بالحياطة، ولا يخليك من جميل الصنّع والكفاية، فإنه لا ضيعة على من تولّاه، ولا خوف على من حاطه وكفاه، وأن يقرن لك رأيك بالتوفيق، فإنه خير قائد وقرين، ويصل أمرك بالتسديد، فإنه أفضل صاحب ومعين، ولا يكلك إلى نفسك [٥] في قريب من الأمر ولا بعيد، فإنه من وكل إلى نفسه فقد وكل إلى غير كاف، وأسلم إلى أضعف ناصر [٦] ، وأن يصحبك في أمرك كلّه العافية، ويختم لك بحسن العاقبة [٧] . ولم أكن أكلّفك أعزّك الله [٨] الجواب في أوقات الفراغ، إبقاء عليك من الأذى، وعلى نفسي من مزلّة التثقيل [٩] ، فكيف أكلّفك ذلك مع اتصال الشغل والعمل؟.


[١] بما جدده ... بالنية: سقط من ب.
[٢] م: المحبة.
[٣] م: بسبيل.
[٤] م: الاخلاص.
[٥] إلى نفسك: سقط من م.
[٦] م: ضعيف قاصر.
[٧] ويختم ... العاقبة: سقط من ب.
[٨] أعزك الله: سقط من م.
[٩] م: منزلة التنقيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>