للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرياسات. فالحمد لله على أن جعله لها نصابا تستقرّ فيه، وملاذا تعتصم به، وكفؤا كريما تؤثره ولا تفركه، وتأوي إليه ولا تنشز عنه. وعرّفه الله بركة مقدمها بعد الاغتراب، واستيطانها بعد التقلّب والاضطراب، ولا أعدمه النهوض بأعبائها، ولا عرّى مناكبه من ردائها، وأعانه فيها على اكتساب المكارم، وادّخار المثاوب، مشتملا عليها حائزا، ومستبدّا بها فائزا، ليكون فناؤه [١]- عمره الله- سوقا لبضائعها، وأيامه- أطالها الله- موسما لوفودها، فيسعد بعاجل ثمرها وجناها، ويحظى بآجل ذكرها وثناها، بمنّه.

٤١٤- سعيد بن حميد: النعمة فيك أجلّ من أن يقضى حقّها بالقول دون الاجتهاد في كلّ ما يرضي الله عزّ وجلّ من الفعل. ولكنّ الله جعل تقديم الحمد عند المنعم عليه علامة من علامات الشكر، وفرقا بين العالم بالحقّ والجاهل به [٢] . والحمد لله رب العالمين حمد معترف لله بأن أقصى ما يبلغه من الشكر مقصّر عن أداء ما تطوّل به من نعمه، وصلّى الله على محمد عبده ورسوله صلاة تبقى بعد موت قائلها، ويتّصل على طول الأيام تتابعها، وأسأل الله الذي بيده ملكوت كلّ شيء وهو على كلّ شيء قدير أن يتولّاك بالتوفيق للشكر [٣] ، فإنّ كلّ نعمة خلت من الشكر فإنّ اسم البليّة أولى بها، وأن يمدّك بالمزيد، ويحرسك من الغير، ويحسن لك العواقب، ويبسط يدك ولسانك بأجمل القول والفعل، فإنّ أولى الدعاء بالإجابة دعاء خرج من نيّة صادقة وطويّة صحيحة، والله يعلم كيف النيّة لك، والشكر لسالف بلائك، والعلم بفضلك على كثير من أهل دهرك بل على من تقدّمهم من أهل الدهور المذكورة بالخير، الموصوفة بالفضل.

٤١٥- كاتب [٤] آخر: لو أمسكت عن التهنئة بما جدده الله من هذه النعمة


[١] م: قياده.
[٢] من علامات ... والجاهل به: سقط من م.
[٣] ب: لشكره.
[٤] م: كتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>