أمريه أعجب: لحنه فيما لا يلحن فيه أحد، أو نسبته عليا إلى اللصوصية.
«٧٤٥» - وقريب منه ما روي عن المتوكل أنه قال يوما لأصحابه: تكابروني في أمر عليّ بن أبي طالب، ورأيته البارحة في منامي وهو في النار، قالوا: فنحضر فلانا معبّر الرؤيا ونقصّها عليه، فلعلّ لذلك تأويلا. فأحضره وعرفه ما رآه ولم يذكر عليا، فقال له: لا يجوز أن يكون الرجل إلّا نبيّا أو في منزلة الأنبياء، فقال له: وكيف ذلك، وبما استدللت عليه قال: بقول الله تعالى (أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها)
(النمل: ٨) .
«٧٤٦» - وقال يوما والله لأشفعنّ للحجاج بن يوسف.
وكان أخوه يزيد بن عبد الملك جاهلا مستهترا باللذات واللهو في خلافته، وكان يقول لمولاته حبابة إذا غنته: أتأذنين أن أطير؟ فتقول: وعلى من تدع الناس؟ فيقول: عليك.
ولما غلبت عليه حبابة قال لها يوما: قد استخلفتك على ما ورد عليّ، ونصبت لذلك مولاي فلانا فاستخلفيه لأقيم معك أياما وأستمتع بك، فقالت: إني قد عزلته، فغضب عليها وقال: أستعمله وتعزلينه؟! وخرج من عندها مغضبا. فلما ارتفع النهار وطال عليه هجرها قال لخصيّ له: انطلق فانظر ما تصنع، فرآها تلعب بلعبها، فقال له: احتل لي حتى تمرّ بها عليّ. فانطلق الغلام فلاعبها ساعة ثم استلب لعبة من لعبها وخرج، فخرجت تحضر في أثره، فمرّت بيزيد فوثب يقول: قد عزلته، وهي تقول قد استعملته؛ فعزل مولاه وولّاه وهو لا يدري.