«٦٤١» - قال الحسن [١] : كان القاضي في بني إسرائيل إذا اختصم إليه الخصمان رفع أحدهما الرشوة في كمّه، فأراه إياها فلا يسمع إلّا قوله. فأنزل الله تعالى:(سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ)
(المائدة: ٤٢) .
«٦٤٢» - قال الحجاج لبعض الدهاقين من الريّ: ما بال بلد كم قد خرب؟
فقال: لأنّ عمالكم استعملوا فيه قول شاعركم: [من السريع]
لا تكسع الشّول بأغبارها ... إنك لا تدري من الناتج
واصبب لأضيافك ألبانها ... فإنّ شرّ اللبن الوالج
«٦٤٣» - روي أنّ أبرويز نزل بامرأة متنكرا، فحلبت له بقرة، ورأى لها لبنا كثيرا. فقال للمرأة: كم يلزمك في السنة للسلطان عن هذه البقرة؟ فقالت:
درهم واحد. قال: وأين ترتع؟ وبكم منها ينتفع؟ قالت: ترتع في أرض السلطان، ولي منها قوتي وقوت عيالي. فجعل في نفسه أن يجعل إتاوة على البقرة، فما لبث أن قالت المرأة: أوه إن سلطاننا همّ بجور، فقال أبرويز لها:
ولمه؟ قالت: إنّ درّة البقرة انقطعت، وإنّ جور السلطان مقتض لجدب الزمان كما أنّ عدله مقتض لخصب الزمان. فأقلع أبرويز عما همّ به.
٦٤٤- كتب أخ لمحمد بن يوسف الأصفهاني إليه من أصفهان، يشكو إليه