للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جور السلطان، فكتب إليه محمد: أما بعد، فهمت كتابك وما ذكرت فيه، وليس ينبغي لمن عمل الذنب أن ينكر العقوبة.

٦٤٥- قدم مرزبان من مرازبة القرى على أبي عبد الله وزير المهدي فقال:

ولّيت علينا رجلا، إن ولّيته وأنت تعرفه فما خلق الله رعية أهون عليك منا، وإن لم تعرفه فما هذا جزاء الملك الذي ولّاك أمره، وسلّطك على ملكه. فدخل الوزير على المهديّ وخرج وقال: هذا رجل كان له علينا حقّ فكافأناه فقال:

أصلحك الله، إنّ على باب كسرى ساجة منقوشة بالذهب مكتوبا عليها: العمل للكفاة، وقضاء الحقوق على بيوت الأموال، فأمر بعزله.

«٦٤٦» - قيل لمعاوية: إنّ أبا مسلم الخولانّي يطوف ويبكي على الإسلام، فقال له: سمعت أنك تطوف وتبكي على الإسلام، فقال: نعم، ما اسمك؟ قال: معاوية.

قال: يا معاوية إن عملت خيرا جزيت خيرا، وإن عملت شرّا جزيت شرّا، إنك لو عدلت بين أهل الأرض ثم جرت على واحد منهم لما وفى جورك بعدلك.

٦٤٧- قال سليمان بن علي لعمرو بن عبيد: ما تقول في أموالنا التي نصرفها في سبيل الخير؟ فأبطأ عمرو في الجواب يريد به وقار العلم ثم قال: إنّ من نعمة الله على الأمير أنه أصبح لا يجهل أنّ من أخذ الشيء من حقه، ووضعه في وجهه، فلا تبعة عليه غدا. فقال: نحن أحسن ظنا بالله منكم، فقال: أقسم على الأمير بالله عزّ وجلّ هل يعلم أحدا كان أحسن ظنا بالله من رسوله؟ قال:

لا، قال: فهل علمته أخذ شيئا قطّ من غير حلّه ووضعه في غير حقه؟ قال:

اللهم لا، قال: حسن الظنّ بالله أن تفعل ما فعل رسول الله عليه السلام.

٦٤٨- قيل: أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه عليهم السلام: إذا عصاني من يعرفني سلّطت عليه من لا يعرفني.

<<  <  ج: ص:  >  >>