للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٦٤٩» - قال ابن عباس: ليس للظالم عهد فإن عاهدته فانقضه، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)

(البقرة: ١٢٤) .

«٦٥٠» - قدم المنصور البصرة قبل الخلافة فنزل بواصل بن عطاء فقال: إنّ أبياتا بلغتني عن سليمان بن يزيد العدوي في العدل، فمرّ بنا إليه. فأشرف عليهم من غرفة فقال لواصل: من هذا الذي معك؟ قال عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، فقال: رحب على رحب، وقرب إلى قرب. فقال: يحبّ أن يسمع أبياتك في العدل فأنشده: [من البسيط]

حتى متى لا نرى عدلا نسرّ به ... ولا نرى لولاة الحقّ أعوانا

مستمسكين بحقّ قائمين به ... إذا تلوّن أهل الجور ألوانا

يا للرّجال لداء لا دواء له ... وقائد ذي عمى يقتاد عميانا

فقال المنصور: وددت أني رأيت يوم عدل ثم متّ.

قال ابن المبارك: فهلك أبو جعفر والله وما عدل.

«٦٥١» - استعدت أروى بنت أويس مروان بن الحكم على سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وقالت: أخذ حقّي فأدخله في أرضه، فقال سعيد: كيف أظلمها وقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوّقه الله من سبع أرضين يوم القيامة. وترك لها سعيد ما ادعت ثم قال: اللهم إن كانت أروى ظلمتني فأعم بصرها واجعل قبرها في بيتها، فعميت وخرجت في بعض حاجاتها فوقعت في البئر فماتت. ولما عميت سألت سعيدا أن يدعو لها وقالت: إني قد ظلمتك فقال: لا أردّ ما أعطانيه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>