للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرّان لا يشفي غليل فؤاده ... عسل بماء في الإناء مشعشع

لا تأمنوا قوما يشبّ صبيّهم [١] ... بين القوابل بالعداوة ينشع

فضلت عداوتهم على أحلامهم ... وأبت ضباب نفوسهم لا تنزع

قوم إذا دمس الظلام عليهم ... حدجوا قنافذ بالنميمة [٢] تمزع

أمثال زيد حين أفسد رهطه ... حتى تشتت أمرهم فتصدّعوا

إنّ الذين ترونهم إخوانكم ... يشفي غليل نفوسهم أن تصرعوا

وثنيّة من أمر قوم عزّة ... فرجت يداي وكان فيها المطلع

ومقام خصم قائم ظلفاته ... من زلّ طار له ثناء أشنع

ظلفات الرجل: ما وقع على الأرض من عيدانه فاستعاره للخصم

أصدرتهم فيه أقوّم درأهم ... عضّ الثقاف وهم ظماء جوّع

فرجعتهم شتّى كأنّ عميدهم ... في المهد يمرث ودعتيه مرضع

ولقد علمت بان قصري حفرة ... غبراء يحملني إليها شرجع

فبكى بناتي شجوهنّ وزوجتي ... والأقربون إليّ ثم تصدعوا

وتركت في غبراء يكره وردها ... يسفى عليّ الترب [٣] حين أودّع

فاذا مضيت إلى سبيلي فابعثوا ... رجلا له قلب حديد أصمع

إن الحوادث يخترمن وإنما ... عمر الفتى في أهله مستودع

يسعى ويجمع جاهدا مستهترا ... جدا وليس بآكل ما يجمع

حتى إذا وافى الحمام لوقته ... ولكلّ جنب لا محالة مصرع


[١] م: غويّهم.
[٢] م: خرجوا فباتوا بالنميمة.
[٣] المفضليات: تسفي علي الريح.

<<  <  ج: ص:  >  >>