للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٢٠- وخفّف أعرابيّ صلاته فقام إليه عليّ عليه السلام بالدّرّة وقال:

أعدها. فلما فرغ قال له: أهذه خير أم الأولى؟ فقال: بل الأولى، قال:

لم؟ قال: لأنّ الأولى صلّيتها لله وهذه فرقا من الدّرّة. فضحك علي عليه السلام.

«٨٢١» - مرّ أعرابيّ بآخر فقال: من أين أقبلت يا ابن عمّ؟ قال: من الثّنيّة. قال: فهل أتيتنا منها بخير؟ قال: نعم، سل عما بدا لك. قال:

كيف علمك بحيّي؟ قال: أحسن العلم. قال: هل لك علم بكلبي نفاع؟

قال: حارس الحيّ. قال: فأمّ عثمان؟ قال: بخ بخ ومن مثل أمّ عثمان لا تدخل من الباب إلا متحرمة بالثياب المعصفرات. قال: فعثمان؟ قال:

وأبيك إنه حر [؟] الأسد ويلعب مع الصبيان وبيده الكسرة. قال: فجملنا السقاء؟ قال: إن سنامه ليخرج من الغبيط قال: فالدار؟ قال: وأبيك إنها لحصينة الجناب، عامرة الفناء والرّحاب. ثم قام عنه وقعد ناحية يأكل ولا يدعوه، فمرّ كلب فصاح به وقال: يا ابن العمّ، أين كان هذا الكلب من نفاع؟ قال: أسفا على نفاع، نفاع قد مات، قال: وما أماته؟ قال: أكل من لحم الجمل السقاء فاغتصّ بعظم منه فمات. فقال له: إنا لله، أوقد مات الجمل؟ فما أماته؟ قال: عثر بقبر أمّ عثمان فانكسرت رجله. فقال: ويل أمّك أماتت أمّ عثمان؟ قال: إي والله، أماتها الأسف على عثمان؟ قال:

ويلك، أمات عثمان، قال: إي وعهد الله، سقطت الدار عليه. فرمى الأعرابيّ بطعامه ونثره وأقبل ينتف لحيته ويقول: فأين أذهب؟ قال الآخر:

إلى النار. وأقبل على طعامه يلتقطه ويأكله ويهزأ به ويضحك منه ويقول: لا أرغم الله إلا أنف اللئام.

<<  <  ج: ص:  >  >>