للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى ما يشكل عليك [١] ليرشدك [٢] ، ويرد [٣] عليك من ثاقب رأيه، وصائب أنحائه [٤] ، ما يرشد به سعيك، ويفوز به قدحك. وثق بالله أولا وآخرا، وتوكّل عليه باطنا وظاهرا، واستكفه المهمّ يكفك، واستوهبه السداد يهدك، واسترشده الصواب يرشدك، واشكر نعمه يزدك.

١٠٢٤- كتاب عن المقتدر بتقليد حامد بن العباس الوزارة: أما بعد فإنّ أحمد الأمور ما رجّي صلاحه ومنفعته، وخير التدبير ما رجّي سداده وإصابته، وأولى الأعمال ما وصل إلى الكافّة يمنه وبركته، وأفضل الولاة من كان العدل هجّيراه وسجيّته، واصلح الأعوان من [٥] كان اتباع الحقّ سبيله وعادته. وإنّ الله قد جعل أمير المؤمنين، منذ قلّده أمر المسلمين، متحريا للصلاح في ما يأتي ويذر، متوخّيا للصواب في ما بطن وظهر. وأنكر من عليّ بن محمد بن الفرات أمورا رأى معها صرفه والاستبدال به، وإقامة من هو أرضى منه عنده، فصعّد وصوّب في من بحضرته من كتّابه، وبحث وسأل عن أكفى من على بابه، فاجتمعت أقوال خاصّته ونصحائه، وشهادات ثقاته وأوليائه، على أن حامد بن العباس من لا تخالجهم الشكوك في فضل ورعه وديانته، وكمال أدبه وبراعته، ونبل قدره وهمته، وعزّة نفسه وسجيته، وخفّة وطأته على رعيته، وشمول عدله ونصفته، وأنه لم يزل منذ تصرّف في الأعمال، متقدما على أكفائه من الرجال؛ لم يسع منذ اكتهل في أمور الدنيا لمباهاة ولا مكاثرة، ولم يحرص عليها لمساواة ولا مفاخرة [٦] ، ولم يردها لزيادة في نشب ولا ثروة، ولم يخترها لانبساط يد بانتقام ولا سطوة؛ لا يمنع الفضل إذا أرشده الحقّ إليه، ولا يؤخّر الحزم إذا


[١] عليك: سقطت من م.
[٢] ليرشدك: سقطت من س.
[٣] س: ليرد.
[٤] م: إيجابه.
[٥] م: الاعمال ما.
[٦] س: ولا منافسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>