للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقائم في بني سهم بذمتهم [١] ... أم ذاهب في ضلال مال معتمر

فلما نزل أعظمت قريش ذلك، فتكلّمت فيه، فقال المطّيبون: والله لئن تكلّمنا [٢] في هذا لتغضبنّ الأحلاف. وقالت الأحلاف: والله لئن تكلمنا في هذا ليغضبنّ المطّيبون. وقال ناس من قريش: تعالوا فلنكن حلفاء فضولا دون المطيبين ودون الأحلاف، فاجتمعوا في دار عبد الله بن جدعان وصنع لهم يومئذ طعاما كثيرا. وكان رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله معهم يومئذ، وهو ابن خمس وعشرين سنة. فاجتمعت بنو هاشم وأسد وزهرة وتيم وتحالفوا على أن لا يظلم بمكة غريب ولا قريب، ولا حرّ ولا عبد، إلا كانوا معه حتى يأخذوا له بحقه، ويؤدوا إليه مظلمته من أنفسهم ومن غيرهم. ثم عمدوا إلى ماء زمزم فجعلوه في جفنة ثم بعثوا به إلى البيت فغسلت منه أركانه ثم أتوا به فشربوه.

فحدثت عائشة أنها سمعت رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله يقول: لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلف الفضول. أما لو دعيت إليه [اليوم] لأجبت، وما أحبّ أنّ لي به حمر النّعم وأني نقضته. وكان معهم في الحلف بنو المطلب، فكان عتبة بن ربيعة بن عبد شمس يقول: لو أنّ رجلا وحده خرج من قومه لخرجت من عبد شمس [حتى أدخل] في حلف الفضول؛ ولم يكن عبد شمس في هذا الحلف.

وروي [٣] أنّ سبب حلف هذه القبائل أمر الغزال الذي سرق من الكعبة.

«٦٢٦» ب- وقيل: كان بين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وبين الحسين بن


[١] الأغاني: بخفرتهم.
[٢] الأغاني: قمنا.
[٣] انظر الأغاني ١٧: ٢١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>