تلوم على ترك الغنى باهليّة ... زوى الدهر عنها كلّ طرف وتالد
رأت حولها النسوان يرفلن في الكسى ... مقلّدة أجيادها بالقلائد
أسرّك أني نلت ما نال جعفر ... من المال أو ما نال يحيى بن خالد
وأنّ أمير المؤمنين أغصّني ... مغصّهما بالمشرقات البوارد
ذريني تجئني ميتتي مطمئنّة ... ولم أتجشّم هول تلك الموارد
فإنّ جسيمات الأمور منوطة ... بمستودعات في بطون الأساود
«٣٢٤» - صحب أعشى همدان، واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث، خالد بن عتّاب بن ورقاء فقصّر به في العطاء، وأعطى الناس عطايا جعله في أقلّها، وفضّل عليه آل عطارد، فقال من أبيات:[من الطويل]
ما كنت ممّن ألجأته خصاصة ... إليك ولا ممّن تغرّ المواعد
ولكنّها الأطماع وهي مذلّة ... دنت بي وأنت النازح المتباعد
٣٢٥- قال المدائني: أبطأ على رجل من أصحاب الجنيد بن عبد الرحمن ما قبله وهو على خراسان، وكان يقال للرجل: زامل بن عمرو، من بني أسد بن خزيمة. فدخل على الجنيد يوما فقال: أصلح الله الأمير، قد طال انتظاري، فإن رأى الأمير أن يضرب لي موعدا أنتهي إليه فعل، قال: موعدك الحشر. فخرج زامل وارتحل متوجها إلى أهله. ودخل على الجنيد بعد ذلك رجل من أصحابه فقال:[من الطويل]
أرحني بخير منك إن كنت فاعلا ... وإلّا فميعاد كميعاد زامل