عليه وقال: قفاه، أتؤمر بموازاة خصمك فتمتنع؟! يا غلام عمرو بن أبي عمرو النخاس لتقدم إليه الساعة ببيع هذا العبد وحمل [١] ثمنه إلى أمير المؤمنين. ثم قال لحاجبه: خذ بيده، وسوّ بينه وبين خصمه؛ فأخذ كرها وأجلس مع خصمه.
فلما انقضى الحكم انصرف الخادم، فحدّث المعتضد بالحديث وبكى بين يديه، فصاح عليه المعتضد وقال: لو باعك لأجزت بيعه، وما رددتك إلى ملكي أبدا، وليس خصوصيّتك بي تزيل مرتبة الحكم فإنه عمود السلطان وقوام الأديان.
«٥٦٤» - قال الأحنف: ما عرضت الإنصاف قطّ على رجل فقبله إلّا هبته، ولا أباه إلّا طمعت فيه.
«٥٦٥» - كتب المنصور إلى سوّار في شيء كان الحقّ في خلافه، فلم ينفذ سوّار كتابه وأمضى الحكم عليه، فتغيّظ المنصور عليه وتوعّده. فقيل له: يا أمير المؤمنين إنما عدل سوّار لك ومضاف إليك وزين خلافتك، فأمسك عنه.
«٥٦٦» - وكتب المهديّ إلى عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة أن ينظر الأنهار التي كانت في أيام عمر وعثمان، رضي الله عنهما، فيأخذ الصدقة منها، نحو نهر معقل ونهر الأبلّة وما أشبههما، ويأخذ من الأنهار التي أحدثت بعد ذلك الخراج، فلم ينفذ كتابه، فتوعّده، فلما بلغ عبيد الله الخبر أحضر أشراف أهل البصرة من أهل العلم بالقضاء، وأشهدهم أنه قد قضى لأهل الأنهار كلّها التي بجزيرة العرب بالصدقة، فلم يردد المهديّ شيئا عليه من فعله.