للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحجّت فاشتريت بثلاثمائة دينار.

٦٧٩- كان لسعيد بن خالد القرشي طائر اسمه كسرى، وفرخ له اسمه ساسان، فأكل الفرخ سنّور جار له يعرف بأنس، فكتب إلى العلاء بن منظور صاحب شرطة الكوفة، وهو الذي وهب له كسرى: [من الرمل]

يا ابن منظور بن قيس دعوة ... ضوءها أنور من ضوء القبس

إنّ ساسان بن كسرى غاله ... في سواد الليل سنّور أنس

فأقدنا منه أو أخلفه أو ... خلّ بين الناس من عزّ افترس

٦٨٠- قيل: أخذ رجل ذئبا وهو يعظه ويقول له: إياك وأخذ أغنام الناس فيعاقبك الله، والذئب يقول: خفّف واقتصر، فقدّامي قطيع من الغنم لا يفوتني.

٦٨١- انحدر القاضي أبو بكر ابن قريعة إلى ضيعة له، فلما وصلت سميريّته إلى شاطىء القرية سبق أكّار من أكرته يهوديّ اسمه شعيب، ومعه جماعة، فتظلّم من وكيله وأعطاه رقعة كان قد كتبها له معلّم في القرية [١] في وقتها بالحبر، وأخذها وطواها وهي رطبة فانطمس أكثرها. فلما دفعها إلى القاضي أعطاها لكاتبه فقال: اقرأ ما فيها، فلم يفهم شيئا من المكتوب فيها، فأطال استخراجه لها، والقاضي مستوفز والأكرة يصيحون، فضاق صدره واستبطأ كاتبه [٢] ، فأخذ الرقعة من يديه ليقرأها فكانت صورته مثل صورة الكاتب فردّها إليه وقال له: وقّع فيها (يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ)

(هود: ٩١) وادفع الرقعة إليه، ونهض من السميرية صاعدا [٣] .

يتلوه: باب العقل والحمق.


[١] ح: متعلم من القرية.
[٢] ح: قراءة كاتبه.
[٣] بعد هذا في ح: بلغ. نجز الباب الثاني عشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>