للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفضل؟ قال: جهد من مقلّ يمشي به الى فقير [١] . قلت: يا نبيّ الله، فما الصيام؟

قال: قرض مجزيّ وعند الله أضعاف كثيرة [٢] . قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال:

من عقر جواده وأهريق دمه. قلت: فأيّ آية أنزلت عليك أعظم؟ قال: آية من عقر جواده وأهريق دمه. قلت: فأيّ آية أنزلت عليك أعظم؟ قال: آية الكرسيّ. قلت: يا نبيّ الله، كم كتاب أنزله الله؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب: أنزل الله على شيث خمسين صحيفة [وعلى ادريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين صحيفة] وأنزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان. قلت:

فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها، وكان فيها: قد أفلح من تزكّى. وذكر اسمّ ربّه فصلّى. بل تؤثرون الحياة الدنيا. والآخرة خير وأبقى [٣] .

وفيها: لا تزر وازرة وزر أخرى. وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى. وأنّ سعيه سوف يرى. ثم يجزاه الجزاء الأوفى إلى آخر السورة [٤] . وفيها: أيها الملك المسلط المبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لتردّ عني دعوة المظلوم، فاني لا أردّها ولو كانت من كافر. وفيها: وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يتفكّر في صنع الله، وساعة يخلو فيها لحاجته من الحلال في المطعم والمشرب.

وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلّا في ثلاث: تزوّد لمعاد أو مرمّة لمعاش، أو لذة في غير محرم. وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شانه، حافظا للسانه. ومن حسب الكلام من عمله أقلّ الكلام إلّا فيما يعنيه. قلت: يا نبي الله، فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبرا كلّها: عجبت لمن أيقن [بالنار ثم هو يضحك] ، عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلّبها بأهلها ثم يطمئنّ


[١] الجليس: من مقل إلى فقير في سرّ.
[٢] زاد في الجليس:؟؟؟ لت: أي الرقاب أفضل؟ قال: أعلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها.
[٣] سورة الأعلى: ٤- ١٧ (ان هذا لفي الصحف الأولى. صحف إبراهيم وموسى) .
[٤] سورة النجم: ٣٨- ٤١ (أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى) .

<<  <  ج: ص:  >  >>