للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء قريع الشّول قبل إفالها ... يزفّ وراحت خلفه وهي زفّف [١]

وباشر راعيها الصّلا بلبانه ... وكفّيه حرّ النار ما يتحرّف [٢]

وأو قدت الشّعرى مع الليل نارها ... وأمست محولا جلدها يتوسّف [٣]

وأصبح موضوع الصقيع كأنّه ... على سروات النبت [٤] قطن مندّف [٥]

وقاتل كلب الحيّ عن نار أهله ... ليربض فيها والصّلا متكنّف

وجدت الثرى فينا إذا يبس الثرى ... ومن هو يرجو فضله المتضيّف

ترى جارنا فينا يجير وإن جنى ... ولا هو فيما ينطف الجار ينطف [٦]

ويمنع مولانا وإن كان نائيا ... بنا جاره فيما يخاف ويأنف

وقد علم الجيران أنّ قدورنا ... ضوامن للأرزاق والريح زفزف [٧]

نعجّل للضيفان في المحل بالقرى ... قدورا بمعبوط تمدّ وتغرف [٨]

تفرّغ في شيزى كأنّ جفانها ... حياض جبى منها ملاء ونصّف

ترى حولهنّ المعتفين كأنهم ... على صنم في الجاهلية عكّف

وما حلّ من جهل حبى حلمائنا ... ولا قائل المعروف فينا يعنّف

وما قام منّا قائم في نديّنا ... فينطق إلا بالتي هي أعرف

وإني لمن قوم بهم يتّقى العدا ... ورأب الثأى والجانب المتخوف

وأضياف ليل قد نقلنا قراهم ... إليهم فأتلفنا المنايا وأتلفوا [٩]


[١] القريع: الفحل، الافال: صغار الابل، يزف: يعدو.
[٢] الصلا: الاصطلاء؛ اللبان: الصدر.
[٣] يتوسف: يتقشر.
[٤] الديوان: النيب.
[٥] يصف الصقيع وكيف حطّ على أعالي الشجر (أو أعالي الابل) كالقطن.
[٦] ينطف: يعاب.
[٧] زفزف: شديدة الهبوب.
[٨] المعبوط: المذبوح.
[٩] عنى بأضياف الليل الأعداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>