للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٦٠]- وكان أيوب السختياني يقول: ليتّق الله رجل، وإن زهد فلا يجعلنّ زهده عذابا على الناس، فلأن يخفي الرجل زهده خير من أن يعلنه.

وكان أيوب ممن يخفي زهده؛ قال حماد بن زيد: فدخلنا عليه مرة فإذا على فراشه مجلس أحمر فرفعته- أو رفعه بعض أصحابه- فإذا خصفة محشوّة بليف.

[٣٦١]- وكان يقول: والله ما صدق عبد إلّا سرّه ألا يشعر بمكانه.

[٣٦٢]- وقال له إنسان يوما: أوصني يا أيّوب، فقال: أقلّ الكلام.

[٣٦٣]- قال عون بن عبد الله: كان أخوان في بني إسرائيل، فقال أحدهما لصاحبه ما أخوف عمل عملته عندك؟ قال ما عملت عملا أخوف عندي من أني مررت بين قراحي سنبل فأخذت من أحدهما سنبلة، ثم ندمت فأردت أن ألقيها في القراح الذي أخذتها منه فلم أدر أيّ القراحين هو، فطرحتها في أحدهما، فأخاف أن أكون طرحتها في القراح الذي لم آخذها منه. فما أخوف عمل عملته أنت عندك؟ قال الآخر: إذا قمت إلى الصلاة أخاف أن أكون أحمل على إحدى رجليّ فوق ما أحمل على الأخرى. قال: وأبوهما يسمع كلامهما، فقال: اللهم إن كانا صادقين فاقبضهما إليك قبل أن يفتتنا فماتا. قال يزيد بن هارون: أي هؤلاء أفضل؟ الأب ارى أفضل.


[٣٦٠] حلية الأولياء ٣: ٦ وربيع الأبرار: ٢٦٢/أ؛ وأيوب بن أبي تميمة السختياني أبو بكر، كان ثقة ثبتا في الحديث جامعا وكان يكره الشهرة ويقول: ذكرت وما أحبّ أن أذكر، وتوفي في الطاعون بالبصرة سنة ١٣١ (ابن سعد ٧: ٢٤٦) وتوفي حماد بن زيد أبو اسماعيل سنة ١٧٩ وكان له أربعة آلاف حديث يحفظها ولم يكن له كتاب (عبر الذهبي ١: ٢٧٤) .
[٣٦١] حلية الأولياء ٣: ٦.
[٣٦٢] حلية الأولياء ٣: ٧ (والذي طلب منه الوصية هو صالح بن أبي الأخضر) .
[٣٦٣] حلية الأولياء ٤: ٢٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>