من كلّ أروع طاعن أو ضارب ... أو واهب أو خالع أو قار
ركبوا رماحهم إلى أغراضهم ... أمم العلى وجروا بغير عثار
واستنزلوا أرزاقهم بسيوفهم ... فغنوا بغير مذلّة وصغار
كانوا هم الحيّ اللّقاح وغيرهم ... ضرع على حكم المقاول جار
لا ينبذون إلى الخلائف طاعة ... بقعاقع الإيعاد والإنذار
عقدوا لواءهم ببيض أكفّهم ... كبرا عن العقّاد والأمّار
واستفظعوا خلع الملوك وأيقنوا ... أنّ اللباس لها ادّراع العاري
كثر النصير لهم فلما جاءهم ... أمر الرّدى وجدوا بلا أنصار
هم أعجلوا داعي المنون تعرّضا ... للطعن بين ذوابل وشفار
أوليس يكفينا تسلّط بأسها ... حتى نسلّطها على الأعمار
نزلوا بقارعة تشابه عندها ... ذلّ العبيد وعزّة الأحرار
خرس قد اعتنقوا الصفيح وطالما اع ... تنقوا الصفائح والدماء جوار
شرفا بني حمدان إنّ نفوسكم ... من خير عرق ضارب ونجار
أنفت من الموت الذليل فأشعرت ... جلدا على وقع القنا الخطّار
«٥٧٣» - تتابع أهلي فمات منهم أحد عشر من عصبتي وجماعة من إخواني في مدة تقاربها فرثيتهم بهذه الأبيات: [من الطويل]
يقولون صبرا عن محبتك الألى ... دعا بهم داعي المنون إلى القبر
أبي وبنيّ ابني وولدي تتابعوا ... سراعا وإخواني فعزّ بهم صبري
فلو أنّ ميتا يرتجى منه أوبة ... صبرت ولكن لا إياب إلى الحشر
وهم سلكوا نحو الردى فتتابعوا ... إليه كما انفضّ الجمان من النحر