للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى إذا قيل قد طالت فروعهما ... وطاب فيئهما واستنظر الثمر

أخنى على واحدى ريب الزمان وما ... يبقي الزمان على شيء ولا يذر

فاذهب حميدا على ما كان من حدث ... فقد ذهبت وأنت السمع والبصر [١]

كنّا كأنجم ليل بينها قمر ... يجلو الدّجى فهوى من بيننا [٢] القمر

«٥٨٦» - كان المأمون يحب أخاه أبا عيسى بن الرشيد حبا شديدا ويعدّه للأمر بعده، فمات في سنة تسع ومائتين، فقال المأمون: حال القدر دون الوطر.

وصلّى عليه ونزل في قبره وبكى ساعة ثم مسح عينيه وتمثّل: [من الطويل]

سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض ... فحسبك مني ما تجنّ الجوانح

كأن لم يمت حيّ سواك ولم يقم [٣] ... على أحد إلا عليك النوائح

وهي من أبيات لأشجع السلميّ قد ذكرتها في موضعها. ثم التفت إلى أحمد ابن أبي داود مستنطقا فقال: هيه يا أحمد، فتمثّل بقول عبدة بن الطبيب: [من الطويل]

عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحّما

تحية من أوليته منك نعمة ... إذا زار عن شحط بلادك سلّما


[١] لم يرد هذا البيت عند التبريزي.
[٢] الحماسة: من بينها.
[٣] الأغاني: ولم تنح.

<<  <  ج: ص:  >  >>