أبكّي عميد الأبطحين كليهما ... وحاميهما من كلّ باغ يريدها
أبي عتبة الخيرات ذلك فاعلمي ... وشيبة والحامي الحقيق وليدها
أولئك آل المجد من آل غالب ... وفي العزّ منها حين ينمي عديدها
ولم تزل الخنساء تبكي على أخويها وأبيها في الجاهلية حتى أدركت الاسلام، فأقبل بها بنو عمها إلى عمر بن الخطاب وهي عجوز كبيرة، فقالوا: يا أمير المؤمنين هذه الخنساء لم تزل تبكي على أبيها وأخويها في الجاهلية حتى ذهبت عيناها، وأدركت الاسلام وهي تبكي، وقد قرحت مآقيها كما ترى، فلو نهيتها رجونا أن تنتهي. فقال عمر لها: حتى متى يا خنساء؟ اتقي الله وأيقني بالموت، فقالت: إني أبكي أبي وخيري مضر: معاوية وصخرا، وإني لموقنة بالموت يا ابن الخطاب، فكأنّ عمر رحمه الله رقّ لها وقال: خلّوا سبيل عجوزكم لا أبا لكم، فإنّ كلّ امرىء يبكي شجوه، نام الخليّ عن بكاء الشجيّ.