أحزان نفسي عنها غير منصرمه ... وأدمعي من جفوني الدهر منسجمه
على صديق ومولى لي فجعت به ... ما إن له في جميع الصالحين لمه
كم جفنة مثل جوف الحوض مترعة ... كوماء جاء بها طبّاخها رذمه
قد كلّلتها شحوم من قليّتها ... ومن سنام جزور عبطة سنمه
غيّبت عنها فلم تعرف لها خبرا ... لهفي عليك وعولي يا أبا سلمه
ولو تكون لها حيّا لما بعدت ... عليك يوما ولو في جاحم حطمه
قد كنت أعلم أنّ الأكل يقتله ... لكنني كنت أخشى ذاك من تخمه
إذا تعمّم في شبيله ثم أتى ... فإن حوزة من يأتيه مصطلمه
«٧١٢» - أبو الشبل يرثي طبيبا: [من الخفيف]
قد بكاه بول المريض بدمع ... واكف فوق مقلتيه ذروف
ثم شقّت جيوبهنّ القواري ... ر عليه ونحن نوح اللهيف
يا كساد الخيار شنبر والأق ... راص طرّا ويا كساد السفوف
«٧١٣» - وكان لأبي الشبل كبش يعلفه ويسمّنه للأضحى، فأفلت يوما على قنديل له وسراج وقارورة للزيت فنطحه وكسره أجمع، فذبح الكبش قبل الأضحى، وقال يرثي سراجه: [من المنسرح]
يا عين بكّي لفقد مسرجة ... كانت عمود الضياء والنّور
كانت إذا ما الظلام ألبسني ... من حندس الليل ثوب ديجور
شقّت بنبراسها غياطله ... شقّ دجى الليل بالتباشير
صينية الصين حين أبدعها ... مصوّر الحسن بالتصاوير