وإن يك قد أودت بمالي نكبة ... نظيري فيها كلّ قرم أناصبه
فما كنت كالقسطار يثري بكيسه ... ويملق أن أنحى على الكيس سالبه
ولكن كليث الغيل إن رام ثروة ... حوتها له أنيابه ومخالبه
يبيت خميصا طاويا ثم يغتدي ... مباحا له من كلّ طعم أطابيه
كذلك مثلي نفسه رأس ماله ... بها يدرك الربح الذي هو طالبه
ولي بين أقلامي ولبّي ومنطقي ... غنى قلّ ما يشكو الخصاصة صاحبه
«٧٤٢» - وكتب إليه ابنه أبو علي المحسّن في نكبته هذه يسلّيه عنها:
[من البسيط]
لا تأس للمال إن غالته غائلة ... ففي حياتك من فقد اللهى عوض
إذ أنت جوهرنا الأعلى وما جمعت ... يداك من طارف أو تالد عرض
«٧٤٣» - قيل لرجل كفّ بصره: قد سلبت حسن وجهك، فقال: صدقت غير أني منعت النظر إلى ما يلهي، وعوّضت الفكرة فيما يجدي. فحكي ذلك لبعض الخلفاء فقال: العفا على التعزّي إلا بمثل هذا الكلام.
«٧٤٤» - وقال الجنيد: بصرت أبا عبد الله الأشناني وكان ضريرا فقرأ قارىء يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ
(غافر: ١٩) فقال سقط عني نصف العمل وبقي عليّ نصفه وهو ما تخفي الصدور.