«٧٧٨» - قال الشيباني: أخبرني صديق لي قال: سمعني شيخ وأنا أشتكي بعض ما غمّني إلى صديق، فأخذ بيدي وقال: يا ابن أخي إياك والشكوى إلى غير الله، فإنه لا يخلو من تشكو إليه أن يكون صديقا أو عدوّا، فأمّا الصديق فتحزنه ولا ينفعك، وأمّا العدوّ فيشمت بك. انظر إلى عيني هذه، وأشار إلى إحدى عينيه، والله ما أبصرت بها شخصا ولا طريقا مذ خمس عشرة سنة، وما أخبرت بها أحدا إلى هذه الغاية. أما سمعت قول العبد الصالح نَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
(يوسف: ٨٦) فاجعله مشتكاك ومفزعك عند كلّ نائبة، فإنه أكرم مسؤول وأقرب مدعوّ إليه.
«٧٧٩» - ومثله ما روي عن الأحنف بن قيس قال: شكوت إلى عمّي صعصعة ابن معاوية وجعا في بطني، فهزّني ثم قال: يا ابن أخ، إذا نزل بك شيء فلا تشكه إلى أحد، فإنما الناس رجلان: صديق تسوءه وعدوّ تسرّه، والذي بك لا تشكه إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه، ولكن إلى من ابتلاك به وهو قادر أن يفرّج عنك. يا ابن أخي إحدى عينيّ هاتين ما أبصر بها سهلا ولا جبلا من أربعين سنة وما أطلعت على ذلك امرأتي ولا أحدا من أهلي.
«٧٨٠» - شكا رجل إلى آخر الفقر فقال له فضيل: يا هذا تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك.
«٧٨١» - قال الأصمعي: مررت بأعرابية وبين يديها فتى في السّياق، ثم