للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدنوا منه فقال لهما: أنتما حواريّ كحواريّ عيسى بن مريم، ثم آخى بينهما.

ثم دعا عمار بن ياسر وسعدا فقال: يا عمار، تقتلك الفئة الباغية، وآخى بينه وبين سعد. ثم دعا عويمر بن زيد أبا الدرداء وسلمان الفارسي فقال: يا سلمان، أنت منا أهل البيت، وقد آتاك الله العلم الأوّل والآخر والكتاب الآخر، ثم قال: ألا أرشدك يا أبا الدرداء؟ قال: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال:

إن تنتقدهم ينتقدوك [١] ، وإن تتركهم لا يتركوك، وإن تهرب منهم يدركوك [٢] ، فاقرضهم عرضك ليوم فقرك، واعلم أنّ الجزاء أمامك، ثم آخى بينه وبين سلمان. ثم نظر في وجوه أصحابه فقال: أبشروا وقرّوا عينا، أنتم أوّل من يرد عليّ حوضي وأنتم في أعلى الغرف. ثم نظر إلى عبد الله بن عمر فقال: الحمد لله الذي يهدي من الضلالة، ويلبس الصلاة على من يحبّ. فقال عليّ: لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: والذي بعثني بالحقّ ما أخّرتك إلّا لنفسي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي، وأنت أخي ووارثي. قال: وما أرث منك يا نبيّ الله؟ قال: ما ورثت الأنبياء من قبلي. قال: وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال: كتاب ربهم وسنّة نبيّهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي. ثم تلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ

(الحجر: ٤٧) المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض.

«٨٨٣» - وقال صلّى الله عليه وسلّم: المؤمن مرآة أخيه المؤمن، لا يخذله ولا يخونه ولا يعيبه


[١] م: ان تنقذهم ينقذوك.
[٢] م: وان تزكهم لا يزكوك.

<<  <  ج: ص:  >  >>