للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٩٣- ومن كلامه عليه السلام: أيها الناس إنه لا يستغني الرجل وإن كان ذا مال عن عشيرته، ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم، وهم أعظم الناس حيطة من ورائه، وألمهم لشعثه، وأعطفهم عليه عند نازلة إن نزلت به. ألا لا يعدلنّ أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة أن يسدّها بالذي لا يزيده إن أمسكه، ولا ينقصه إن أهلكه، ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم يدا واحدة وتقبض منهم عنه أيد كثيرة. ومن لم يلن جانبه لم يستدم [١] من قومه المودة. فرأى حفظ العشيرة وتألّفها بالمودة.

«٨٩٤» - وكذلك أوصى عبد الملك بن مروان عند موته بنيه لما رأى أنّ الرحم لا تنفعهم إلا بالتآلف والتوازر، والقرابة لا يحفظها إلا التودّد والتناصر، وأنشدهم متمثلا: [من الكامل]

انفوا الضغائن والتحاسد بينكم ... عند المغيب وفي حضور المشهد

بصلاح ذات البين طول بقائكم ... إن مدّ في عمري وإن لم يمدد

فلمثل ريب الدهر ألّف بينكم ... بتواصل وتراحم وتودّد

إنّ القداح إذا اجتمعن فرامها ... بالكسر ذو حنق وبطش أيّد

عزّت فلم تكسر وإن هي بدّدت ... فالوهن والتكسير للمتبدّد

«٨٩٥» - قال عبد الله بن شداد بن الهاد لابنه: لا تؤاخ أحدا حتى تعاشره،


[١] م: ومن لان جانبه يستدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>