للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كنت إذ صرت إلى دعوة ... فزت من القوم بتمكين

لكفّ من وجدي ولكنني ... أراك بين الضبّ والنون

فلو تراه صارفا أنفه ... عن ريح خيريّ ونسرين

لقلت جلف من بني دارم ... حنّ إلى الشيح بيبرين

دعموص رمل زلّ عن صخرة ... فعاف أرواح البساتين

تنبو عن القاقم أعطافه ... والخزّ والسنجاب واللين

«٥٢٠» - كان لهشام النحويّ جارية يقال لها خنساء، وكانت تقول الشعر، فعبث بها يوما أبو الشبل فأغضبها، فقالت له: ليت شعري بأيّ شيء تدلّ؟ أنا والله أشعر منك، ولئن شئت لأهجونّك حتى أفضحك، فأقبل عليها وقال:

[من مخلع البسيط]

خنساء قد أفرطت علينا ... فليس منها لنا مجير

تاهت بأشعارها علينا ... كأنما ناكها جرير

فخجلت حتى بان ذلك فيها وأمسكت عن جوابه.

٥٢»

- قال ابن قتيبة: مكثت ميّة زمانا لا ترى ذا الرمّة، وهي تسمع مع ذلك شعره، فجعلت لله عليها أن تنحر بدنة يوم تراه. فلما رأته رجلا أسود دميما قالت: واسوأتاه وابؤساه، واضيعة بدنتاه، فقال ذو الرّمة: [من الطويل]

على وجه ميّ مسحة من ملاحة ... وتحت الثياب الخزي لو كان باديا

قال فكشفت ثوبها عن جسدها ثم قالت: أشينا ترى لا أمّ لك؟ فقال:

ألم تر أنّ الماء يخبث طعمه ... وإن كان لون الماء أبيض صافيا

<<  <  ج: ص:  >  >>