للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم كبش [١] الهراش مولاك لولا ... أود من حبائل الإفلاس

فتغير وجه [٢] أبي العباس وأخذه الزّمع [٣] والرعدة، فالتفت بعض ولد سليمان ابن عبد الملك إلى رجل منهم فقال: قتلنا والله العبد. وكان إلى جنب أبي العباس أبو الغمر سليمان بن هشام، وكان صديق أبي العباس قديما وحديثا، يقضي حوائجه في أيامهم ويبرّه، فأقبل أبو العباس عليهم وقال: يا بني الفواعل ألا أرى أهلي من قتلاكم قد سلفوا وأنتم أحياء تتلذذون في الدنيا!! خذوهم، فأخذتهم الخراسانية بالكافر كوبات فأهمدوا إلا ما كان من عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز فإنه استجار بداود بن علي وقال: إنّ أبي لم يكن كآبائهم، وقد علمت صنيعه إليكم، فأجاره واستوهبه من السفّاح وقال له: قد علمت يا أمير المؤمنين صنيع أبيه إلينا. فوهبه له وقال: لا يريّني وجهه، وليكن بحيث يأمن. وكتب إلى عماله في النواحي بقتل بني أمية، وأقبل [٤] السفّاح على سليمان بن هشام فقال له:

يا أبا الغمر ما أرى لك في الحياة بعد هؤلاء خيرا، قال: لا والله، فقال: اقتلوه، وكان إلى جنبه، فقتل [٥] . وصلبوا في بستانه حتى تأذى جلساؤه بروائحهم [٦] ، وكلّموه في ذلك فقال: والله لهذا ألذّ عندي من شمّ المسك والعنبر غيظا عليهم.

«٥٥٣» - وقد جاء في رواية أخرى أنّ سديفا دخل على السفاح وعنده رجال


[١] الأغاني: كلب.
[٢] الأغاني: لون.
[٣] الزمع: شدة الارتعاش.
[٤] من هنا حتى آخر الفصة ورد في الأغاني ٤: ٣٥٣.
[٥] ر: فقتلوا.
[٦] ر: من روائحهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>