للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العذاب مع خلود لا موت فيه، وارج رجاء من يعلم أنه يعفو «١» أو يعاقب.

[٥٣٥]- يقال إنه «٢» كان في عضد بزرجمهر مكتوب: إن كانت الحظوظ بالجدود فما الحرص؟ وإن كانت الأشياء غير دائمة فما السرور؟ وإن كانت الدنيا غرّارة فما الطمأنينة؟

[٥٣٦]- روى عمر البناء البغدادي قال: لما كانت محنة غلام الخليل ونسب الصوفية إلى الزندقة أمر الخليفة بالقبض عليهم، فأخذ فيهم أبو الحسين أحمد بن محمد المعروف بالنوري، وكان صوفيا متكلما، فأدخلوا على الخليفة فأمر بضرب أعناقهم، فتقدم النوريّ مبتدرا إلى السيّاف ليضرب عنقه، فقال له: ما دعاك إلى الابتدار إلى القتل من بين أصحابك؟ فقال: آثرت حياتهم على حياتي هذه اللحظة، فتوقّف السياف والحاضرون عن قتله، ورفع أمرهم إلى الخليفة، فردّهم إلى قاضي القضاة، وهو يومئذ إسماعيل بن إسحاق، فسأل النوريّ عن مسائل في العبادات من الطهارة والصلوات فأجابه، ثم قال: وبعد هذا لله عباد «٣» يسمعون بالله، وينطقون بالله، ويصدرون بالله، ويوردون بالله، ويأكلون بالله، ويلبسون بالله، فلما سمع إسماعيل كلامه بكى بكاء طويلا، ثم دخل على الخليفة فقال: إن كان هؤلاء زنادقة فليس في


[٥٣٥] عيون الأخبار ٣: ١٩١ وأمالي الزجاجي: ١٨٦ وأخبار الزجاجي: ١٨٧ وقارن بقولة لحكيم في غرر الخصائص: ٣٥٤.
[٥٣٦] حلية الأولياء ١٠: ٢٥٠- ٢٥١ وزهر الآداب: ٩٩١ وبهجة المجالس ٢: ٣٣٦. وقارن بما جاء في سراج الملوك: ١٥٥ وبهجة المجالس ٢: ٢٧٩ ونثر الدر ٧: ٤٢ (٩٣) والعقد ٢:
٢٥٨ وعيون الأخبار ٣: ١٩١ وأبو الحسين النوري توفي سنة ٢٩٥ (انظر المنتظم ٦: ٧٧ وتاريخ بغداد ٥: ١٣٠ والبداية والنهاية ١١: ١٠٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>