شوقتنا إلى الجنان فزدنا ... في اجتناب الذنوب والآثام
«١١٥١» - وقال المتوكل لأبي العيناء وقد بنى بناء [١] : كيف ترى دارنا؟
قال: رأيت الناس يبنون دورهم في الدنيا، وأنت بنيت الدنيا في دارك.
«١١٥٢» - وقال أبو سعيد الرستمي في دار بناها الصاحب: [من الطويل]
هي الدار أبناء الندى من حجيجها ... نوازل في ساحاتها وقوافلا
فكم أنفس تأوي إليها مغذّة ... وافئدة تهوي إليها حوافلا
وسامية الاعلام تلحظ دونها ... سنا النجم في آفاقها متضائلا
نسخت بها إيوان كسرى بن هرمز ... فأصبح في أرض المدائن عاطلا
فلو أبصرت ذات العماد عمادها ... لأمست أعاليها حياء أسافلا
ولو لحظت جنات تدمر حسنها ... درت كيف تبني بعدهنّ المجادلا
متى ترها خلت السماء سرادقا ... عليها وأعلام النجوم تماثلا
«١١٥٣» - وقال علي بن يوسف المغربي التونسي: [من الطويل]
بنى منظرا يسمى العروسين رفعة ... كأن الثريا عرّست في قبابه
إذا الليل أخفاه بحلكة لونه ... بدا ضوءه كالبدر تحت سحابه
تمكّن من سعد السعود محلّه ... فأضحى ومفتاح الغنى قرع بابه
ولو شاده عزم المعزّ ورأيه ... على قدره في ملكه ونصابه
لكان حصى الياقوت والتبر مفرغا ... على المسك من آجرّه وترابه
وكانت أعاليه سموّا ورفعة ... تباشر ماء المزن قبل انسكابه
[١] ر: دارة.