للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصبحت لا أنفع الصديق ولا ... أملك ضرّا للشانىء الشّرس

وإن جرى بي الجواد منطلقا ... لم تملك الكفّ رجعة الفرس

[١٠٧]- وعمّر زهير بن أبي سلمى المزني مائة وثماني سنين فقال:

[من الطويل]

بدا لي أني عشت تسعين حجة ... خلعت بها عن منكبيّ ردائيا

بدا لي أني لست مدرك ما مضى ... ولا سابقا شيئا إذا كان جائيا

وما إن أرى نفسي تقيها كريمتي ... وما إن تقي نفسي كريمة ماليا

١٠٨- وروي أن أكثم بن صيفيّ طال عمره فقال: [من الطويل]

وإن امرءا قد عاش تسعين حجة ... إلى مائة لم يسأم العيش جاهل

مضت مائتان غير ستّ وأربع ... وذلك من عدّ الليالي قلائل

[١٠٩]- وقيل إن رجلا من جرهم وفد على معاوية بن أبي سفيان وقد أتت عليه مائتان وأربعون سنة، فقال له معاوية: ممّن الرجل؟ قال: من جرهم، قال: وهل بقي من جرهم باق؟! قال: بقيت ولو لم أبق لم ترني، فقال له معاوية: صف لي الدنيا وأوجز، قال: نعم سنيّات رخاء وسنيّات بلاء، يولد مولود ويهلك هالك، ولولا المولود لباد الخلق، ولولا الهالك لضاقت الأرض بأهلها، ثم أنشأ يقول: [من الطويل]

وما الدهر إلّا صدر يوم وليلة ... ويولد مولود ويفقد فاقد

وساع لرزق ليس يدرك رزقه ... ومهدى إليه رزقه وهو قاعد


[١٠٧] المعمرون: ٨٣- ٨٤.
[١٠٩] المعمرون: ١٠- ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>