كتاب التذكرة الحمدونية

الباب التاسع والعشرون في النسيب والغزل - النوع الأول شدة الغرام والوجد - ج: 6 - ص: 57

لئن كانت الدنيا عليّ كما أرى ... تباريح من ذكراك للموت أروح

ويروى: من ميّ فللموت أروح

[١٤٦]- وقال أعرابي: [من الطويل]

أيا منشر الموتى أعنّي على التي ... بها نهلت نفسي سقاما وعلّت

لقد بخلت حتى لو اني سألتها ... قذى العين من سافي التراب لضنّت

ألا قاتل الله الحمامة غدوة ... على الغصن ماذا هيّجت حين غنّت

تغنّت بصوت أعجميّ فهيّجت ... هواي الذي كانت ضلوعي أجنّت

فلو قطرت عين امرىء من صبابة ... دما قطرت عيني دما وألّمت

إذا قلت هذي زفرة اليوم قد مضت ... فمن لي بأخرى في غد قد أطلّت

حلفت لها بالله ما أمّ واحد ... إذا ذكرته آخر الليل أنّت «١»

وما وجد أعرابيّة قذفت بها ... صروف النّوى من حيث لم تك ظنّت

إذا ذكرت ماء العضاه وطيبه ... وبرد حصاه آخر الليل حنّت «٢»

بأكثر منّي لوعة غير أنني ... أجمجم أحشائي على ما أجنّت

[١٤٧]- وقال عروة بن حزام: [من الطويل]

وإني لتعروني لذكراك فترة «٣» ... لها بين جلدي والعظام دبيب

---

[١٤٦] الأغاني ٥: ٣٢٦- ٣٢٧- ٣٢٨ والحماسة البصرية ٢: ١٤٣ وفي مجموعة المعاني: ٢٠٥ (الأول والثاني) وفي أمالي القالي ١: ٢٣ (٤ أبيات) ١: ١٣١ (٣ أبيات) .
[١٤٧] الأغاني ٢٣: ٣٠٦ والحماسة البصرية ٢: ٢٠٩.