كتاب التذكرة الحمدونية

الباب التاسع والعشرون في النسيب والغزل - النوع الثامن في البكاء والهمول - ج: 6 - ص: 95

فعيناي طورا تغرقان من البكا ... فأعشى وطورا تحسران فأبصر

[٢٧٧]- وقال آخر: [من الطويل]

رعى الله عينا من بكاها على الحمى ... تجفّ ضروع المزن وهي حلوب

بكت وغدير الحيّ طام فأصبحت ... عليه الجمال الحائمات تلوب

وما كنت أدري أنّ عينا زكية ... ولا أنّ ماء المقلتين شروب

[٢٧٨]- وقال رجل من بني نهشل: [من الطويل]

ألام على فيض الدموع وإنني ... بفيض الدموع الجاريات جدير

أيبكي حمام الأيك من فقد إلفه ... وأصبر عنها إنني لصبور

٢٧٩- وقال آخر: [من الطويل]

مررنا بأعلى الجزع من قلّة الحمى ... على طلل لم تبق إلّا معالمه

وددت وقد عجنا نحيّيه أنّ لي ... دموع الورى دمع وأنّي ساجمه

[٢٨٠]- أبو حبيب المغربي، وقد أبدع: [من البسيط]

تجري جفوني دماء وهو ناظرها ... ومتلف القلب وجدا وهو مرتعه

إذا بدا حال دمعي دون رؤيته ... يغار منّي عليه فهو برقعه

---

[٢٧٧] مجموعة المعاني: ٢٠٧.
[٢٧٨] أمالي القالي ١: ١٣١ ومجموعة المعاني: ٢٠٧.
[٢٨٠] اسمه عبد الرحمن بن أحمد ولد بالمحمدية وتأدب بالأندلس ومدح محمد بن هشام بن عبد الجبار القائم بقرطبة. انظر الأنموذج: ١٤١ والبيتان فيه ص: ١٤٣.