للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصف أعضاءها وأفحش حتى قال:

وإذا طعنت طعنت في مستهدف ... رابي المجسّة بالعبير مقرمد

وهي أبيات قد كتبتها في مكان آخر من هذا الكتاب، وأنشدها النعمان غير مراقب، فقال بعض أعدائه: ما يستطيع أن يقول ذلك إلا من جرّب، فأغراه به.

[٤٩١]- وتنسّب أبو دهبل الجمحي بعاتكة بنت معاوية بن أبي سفيان، فاحتمله معاوية ووصله وزوّجه ليكفّ ويقطع القالة عن ابنته.

روي أن عاتكة بنت معاوية حجّت فنزلت بذي طوى، فمرّ بها أبو دهبل الجمحي في وقت الهاجرة وهي غافلة عنه، فوقف ينظر إليها، فلما تنبّهت له شتمته فانصرف، وقال فيها الشعر، فبلغها فضحكت وبعثت إليه بكسوة، وجرت الرسل بينهما، وكان أبو دهبل من أجمل الناس، فلما صدرت عن مكة خرج معها إلى الشام، فنزل قريبا منها، وكانت تعاهده بالبرّ والألطاف، حتى دخلت دمشق وورد معها، فانقطعت عن لقائه، وبعد من أن يراها، ومرض بدمشق مرضا طويلا وقال في ذلك: [من الخفيف]

طال ليلي وبتّ كالمحزون ... ومللت المقام في جيرون «١»

وأطلت المقام بالشام حتى ... ظنّ أهلي مرجّمات الظنون

فبكت خشية التفرّق جمل ... كبكاء القرين إثر القرين

وهي زهراء مثل لؤلؤة الغو ... واص ميزت من جوهر مكنون

وإذا ما نسبتها لم تجدها ... في سناء من المكارم دون

تجعل المسك واليلنجوج والند ... د صلاء لها على الكانون


[٤٩١] الأغاني ٧: ١١٩- ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>