للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كنت بعدي؟ وكيف هي بعدك؟ فقال: أبدت والله لي كثيرا مما كانت تخفيه يوم لقيتها، فسألتها عن ذلك فأنشأت تقول: [من الطويل]

كتمت الهوى لما رأيتك جازعا ... وقلت فتى بعض الصديق يريد

وأن تطّرحني أو تقول فتيّة ... يضرّ بها برح الهوى فتعود

فورّيت عما بي وفي داخل الحشا ... من الوجد برح فاعلمنّ شديد

فقلت: أقم على أهلك، بارك الله لك فيهم، وانطلقت وأنا أقول: [من الطويل]

كفيت أخا العذريّ ما كان نابه ... وإني لأعباء النوائب حمّال

وقال العذريّ: [من الطويل]

إذا ما أبو الخطّاب خلّى مكانه ... فأفّ لدنيا ليس من أهلها عمر

فلا حيّ فتيان الحجازين بعده ... ولا سقيت أرض الحجازين بالمطر

[٥٤٨]- كان الرشيد يجد بماردة أمّ المعتصم وجدا شديدا، فغضبت عليه وغضب عليها، وتمادى بهما الهجر، فأمر جعفر بن يحيى العباس بن الأحنف فقال: [من الكامل]

راجع أحبّتك الذين هجرتهم ... إن المتيّم قلّ ما يتجنّب

إنّ التجنّب إن تطاول منكما ... دبّ السلوّ له فعزّ المطلب

وأمر ابراهيم الموصلي فغنّى به الرشيد، فلما سمعه بادر إلى ماردة فترضاها، فقالت: من السبب في ذلك؟ فعرفته فأمرت لكل واحد من العباس وإبراهيم بعشرة آلاف درهم «١» .


[٥٤٨] الأغاني ٥: ٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>