للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إني أحبّ جلوسه وأريده ... للنوم لا للجري في الميدان

في كلّ عضو منه حسن كامل ... ما ضرّني أن زلّت القدمان

[٥٥٩]- قال حسين بن الضحاك الخليع: كان صالح بن الرشيد يتعشّق يسرا خادم أخيه أبي عيسى، وكان يراوده عن نفسه، فيعده ولا يفي له، فأرسله أبو عيسى يوما إلى صالح أخيه في السحر يقول: يا أخي إني قد اشتهيت اليوم أن اصطبح، فبحياتي إلا ما ساعدتني، وصرت إليّ حتى نصطبح اليوم جميعا.

فصار يسر إلى صالح وهو منتش قد شرب في السحر، فأبلغه الرسالة، قال: نعم وكرامة، اجلس أولا، فجلس، فقال: يا غلام احضرني عشرة آلاف درهم، فأحضرها، فقال له: يا يسر دعني من مواعيدك ومطلك هذه عشرة آلاف درهم، فاقض حاجتي وخذها، وإلّا فليس ها هنا إلا الغصب، فقال: يا سيدي أنا أقضي الحاجة ولا آخذ المال، ثم فعل ما أراده فطاوعه فقضى حاجته، وأمر صالح بحمل العشرة آلاف درهم معه. قال حسين: ثم خرج إليّ صالح من خلوته، فقال: يا حسين قد رأيت ما كنا فيه، فإن حضرك شيء فقل، فقلت:

[من الهزج]

أيا من طرفه سحر ... ويا من ريقه خمر

تجاسرت فكاشفتك ... لما غلب الصبر

وما أحسن في أمرك ... أن ينهتك الستر

وإما لامني الناس ... ففي وجهك لي عذر

فدعني من مواعيدك ... إذ حيّنك الدهر

فلا والله لا نبرح ... أو ينفصل الأمر

فإما الغصب والذم ... وإما البذل والشكر


[٥٥٩] الأغاني ٧: ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>