للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٦٨٦]- وكتب عبد الحميد بن يحيى عن مروان بن محمد إلى أبي مسلم كتابا يدعوه إلى الطاعة ويخوّفه عاقبة الفتن يحمل على جمل من حجمه، وضمن إن قرأه وسمعه من يطيف به أنه يعود إلى الطاعة أو تتفرّق كلمتهم، وهذا عكس الأوّل في الإطناب والإطالة. واعتمد أبو مسلم على إحدى الرّجلين وبالغ في الإيجاز، فلم يقرأ الكتاب وأعاده وكتب عليه: [من الطويل]

محا السيف أسطار البلاغة وانتحت ... عليك ليوث الغاب من كل جانب

فإن تقبلوا نعمل سيوفا شحيذة ... يهون عليها العتب من كلّ عاتب

٦٨٧- كتب معاوية إلى أبي موسى بعد الحكومة وهو بمكة عائذ بها من علي عليه السلام، وأراد بذلك أن يضمّه إلى أهل الشام:

أما بعد، فإنه لو كانت النيّة تدفع خطأ لنجا المجتهد وأعذر الطالب، ولكنّ الحقّ لمن قصد له فأصابه، ليس لمن عارضه فأخطأه، وقد كان الحكمان إذا حكما على رجل لم يكن له الخيار عليهما، وقد اختار القوم عليك، فاكره منهم ما كرهوه منك، وأقبل إلى الشام فهي أوسع لك.

فكتب إليه أبو موسى: أما بعد فإنّي لم أقل في عليّ إلا ما قال صاحبك فيك، إلا أنّني أردت ما عند الله تعالى، وأراد عمرو ما عندك، وقد كان بيننا للمحكوم عليه الخيار، فإنما ذلك في الشاة والبعير، فأما في أمر هذه الأمّة فليس أحد آخذا لها بزمام ما كرهوا، وليس يذهب الحقّ بعجز عاجز ولا مكيدة كايد، فأما دعاؤك إيّاي إلى الشام، فليست بي عن حرم إبراهيم عليه السلام رغبة، والسلام.

[٦٨٨]- قيل ثلاثة تدلّ على عقول أصحابها: الكتاب والهدية والرسول.


[٦٨٦] انظر كتاب «عبد الحميد الكاتب وما تبقى من رسائله» : ٤٠ (وهنالك تخريج كثير) وقد ورد ذكر هذه الرسالة في التذكرة نفسها ٢ رقم: ٤٩ (وتم تخريجها هنالك أيضا) .
[٦٨٨] عين الأدب والسياسة (دار الكتب العلمية) : ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>