للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«١٠٧٨» - اعترض رجل المأمون فقال: يا أمير المؤمنين، أنا رجل من العرب، قال: ما ذاك بعجب، قال: وإني أريد الحجّ، قال: الطريق أمامك نهج، قال: وليست لي نفقة، قال: قد سقط الفرض عنك، قال: إني جئتك مستجديا لا مستفتيا. فضحك وأمر له بصلة.

«١٠٧٩» - وتنظر هذه الحكاية إلى قصّة عبد الله بن فضالة الأسدي مع ابن الزبير لما قال: إني جئتك مستجديا لا مستوصفا، فلعن الله ناقة حملتني إليك؛ إلّا أن المأمون ولع بالأعرابي وابن الزبير قصد المنع لمجتديه، فلم أثبت الحكاية ها هنا لهذا السبب إذ كان لا يليق بها.

«١٠٨٠» - قال الأصمعي: مررت بكنّاس يكنس كنيفا بالبصرة وهو ينشد:

[من الوافر]

أضاعوني وأيّ فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر

فقلت له: أما سداد الكنيف فأنت مليء به، وأما سداد الثغر فلا علم لي بك كيف أنت فيه- وكنت حديث السنّ وأردت العبث به- قال: فأعرض عني مليّا ثم أقبل علي وأنشد متمثلا: [من الطويل]

وأكرم نفسي إنّني إن أهنتها ... وحقّك لم تكرم على أحد بعدي

فقلت له: والله ما يكون من الهوان شيء أكثر مما بذلتها له، فبأيّ شيء أكرمتها؟ فقال: بلى والله، إنّ من الهوان ما هو شرّ مما أنا فيه، فقلت: ما هو؟

فقال: الحاجة إليك وإلى أمثالك من الناس.

١٠٨١- أتى الحكم بن عبدل ابن بشر بالكوفة، فسأله فقال: أخمسمائة

<<  <  ج: ص:  >  >>