للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكنت قد ذهبت إلى شيء عجيب غريب؛ أما قولك: «يغيب من لطف فيها ولم يغب» ، فمن قول البحتري: [من الكامل]

يخفي الزجاجة لونها فكأنّها ... في الكفّ قائمة بغير إناء

وأما البيت الثاني فأكثر من أن ينبّه عليك فيه، وأما الثالث فمن قول ابن المعتز:

[من البسيط]

أبقى الجديدان من موجودها عدما ... لونا ورائحة في غير تجسيم

وأما البيت الأخير، فمن قول مسلم بن الوليد: [من الطويل]

أغارت على كفّ المدير بلونها ... فصاغت له منها أنامل من ذبل

وقوله أيضا: [من الطويل]

إذا مسّها الساقي أعارت بنانه ... جلابيب كالجاديّ من لونها صفرا

وفيه عيب يقال له التوكّؤ، وهو تكريرك ذكر الراح، وأنت مستغن عنه، قال:

فماذا كنت أنت تسدّ مكان الراح، قلت:

كنت أقول: «صاغت ليمناه أطرافا من الذهب» .

وأنشدته لنفسي دون أن أعلمه: [من الطويل]

معتقة يعلو الحباب جنوبها ... فتحسبه فيها نثير جمان

رأت من لجين راحة لمديرها ... فجادت له من عسجد ببنان

ثم أنشد يصف بستانا: [من البسيط]

تفيض بالماء منه كلّ فوّهة ... فكلّ فوارة بالماء تنذرف

كأنّها بين أشجار منوّرة ... ظلّت بمستحسن اللبلاب تستجف

مجامر تحت أثواب مجلّلة ... على مشاجبها دخانها يهف

<<  <  ج: ص:  >  >>