للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشقر خنذيذ يجرّ عنانه ... إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا

أقول لأصحابي ارفعوني لأنني ... يقرّ بعيني أن سهيل بدا ليا

فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا ... برابية إني مقيم لياليا

أقيما عليّ اليوم أو بعض ليلة ... ولا تعجلاني قد تبيّن شانيا

وخطا بأطراف الرماح [١] لمصرعي ... وردّا على عينيّ فضل ردائيا

ولا تحسداني بارك الله فيكما ... من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا

خذاني فجراني ببردي اليكما ... فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا

وقد كنت عطافا إذا الخيل أدبرت ... سريعا لدى الهيجا إلى من دعانيا

فقوما على بئر الشبيك فأسمعا ... بها الوحش والبيض الحسان الروانيا

بأنكما خلفتماني بقفرة ... تهيل عليّ الريح فيها السوافيا

يقولون لا تبعد وهم يدفنوني ... وأين مكان البعد إلا مكانيا

ويا ليت شعري هل بكت أم مالك ... كما كنت لو عالوا نعيّك باكيا

إذا مت فاعتادي القبور وسلمي ... على الرّمس أسقيت السحاب الغواديا

أقلب طرفي في الرقاق [٢] فلا أرى ... به من عيون المؤنسات مراعيا

وبالرمل منا نسوة لو شهدنني ... بكين وفدّين الطبيب المداويا

وما كان عهد الرمل عندي وأهله ... ذميما ولا ودعت بالرمل قاليا

فمنهن أمي وابنتاي وخالتي ... وباكية أخرى تهيج البواكيا

«٣٤٨» - صافح أبو العميثل عبد الله بن طاهر عند قدومه من سفر فقبل يده، فقال له عبد الله: خدش شاربك كفي، فقال: شوك القنفذ لا يضر برثن


[١] م والأمالي: الزجاج.
[٢] الأمالي: الديار.

<<  <  ج: ص:  >  >>