للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وألن له كنفا ليحسن ظنّه ... في غير منفعة ولا رفد

حتى إذا طالت شقاوة جده ... ورجا الغنى فاجبهه بالرّدّ

وإن استطعت له المضرّة فاجتهد ... فيما يضرّ بأبلغ الجهد

وانظر كلامي فيه فارم به ... خلف الثريّا منك في البعد

وكذاك فافعل غير محتشم ... إن جئت أشفع في أبي الهندي

«٥٨٤» - سأل أبو العيناء الجاحظ كتابا إلى محمد بن عبد الملك في شفاعة لصاحب له، فكتب الكتاب وناوله الرجل فعاد به إلى أبي العيناء وقال: قد أسعف، قال: فهل قرأته؟ قال: لا، لأنّه مختوم، فقال: ويحك، فضّ طينه أولى من حمل طينه، لا يكون صحيفة المتلمّس. ففضّ الكتاب فإذا فيه: موصل كتابي سألني فيه أبو العيناء وقد عرفت سفهه وبذاءة لسانه، وما أراه لمعروفك أهلا، فإن أحسنت إليه فلا تحسبه إليّ يدا، وإن لم تحسن لم أعتدّه عليك دينا، والسلام. فركب أبو العيناء إلى الجاحظ وقال له: قد قرأت الكتاب يا أبا عثمان. فخجل الجاحظ وقال: يا أبا العيناء، هذه علامتي فيمن أعتني به؛ قال: فإذا بلغك أنّ صاحبي شتمك فاعلم أنه علامته فيمن شكر معروفه.

«٥٨٥» - سأل أبو عون رجلا فمنعه، فألحّ عليه فأعطاه، فقال: اللهم آجرنا وإياهم؛ نسألهم إلحافا ويعطوننا كرها، فلا يبارك لنا في العطيّة ولا يؤجرون عليها.

«٥٨٦» - وقف سائل على باب فقال: يا أهل الدار، فبادر صاحب الدار قبل أن يتمّ السائل كلامه فقال: صنع الله لك، فقال السائل: يا ابن البظراء، أكنت تصبر حتى تسمع كلامي، عسى جئت أدعوك إلى دعوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>