جماعة من الخصيان، فوقفت إلى جانبه وجعلت أشير إلى الناس أنّه هو ذا يجوّد، قال وهو يفرح بذلك فلم يعطه أحد شيئا، فالتفت إليّ خفيّا وقال:
الساعة إن شاء الله أعمل الحيلة، ثم صاح: حدّثنا فلان عن فلان عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال، قال ربّ العالمين عزّ وجلّ: ما أخذت كريمتي عبد من عبيدي إلا عوّضته في الجنّة. أتدرون ما الكريمتان في هذا الموضع؟ قال الناس: ما هما؟
فبكى وقال: هما الخصيتان، الخصيتان! وهو يتباكى ويكرّر. فجعل كلّ واحد من الخصيان يحلّ منديله حتى اجتمعت له دراهم كثيرة.
«٧٦٥» - وقصّ واحد ومعه تعاويذ يبيعها، فجعلوا يسمعون قصصه ولا يشترون التعاويذ، فأخذ محبرته وقال: من يشتري منّي كلّ تعويذة بدرهم حتى أقوم فأغوص في هذه المحبرة باسم الله الأعظم الذي قد كتبته في هذه التعاويذ؟
فاشتريت منه التعاويذ في ساعة، وجمع الدراهم وقالوا: قم فادخل الآن في المحبرة، فنزع ثيابه وتهيّأ لذلك، والجهّال يظنّون أنّه يغوص فيها. فبدرت امرأة من خلف الناس وتعلّقت به وقالت: أنا امرأته، من يضمن لي نفقته حتى أتركه يدخل؟ فإنّه دخلها عام أوّل وبقيت ستّة أشهر بلا نفقة.
«٧٦٦» - كان مالك بن الرّيب المازنيّ من تميم لصّا فاتكا شجاعا شاعرا يقطع الطريق ومعه أبو حردبة أحد بني أثالة بن مازن، وغويث أحد بني كعب بن مالك بن حنظلة، وشظاظ مولى لبني تميم وكان أخبثهم. فقال مالك لأبي حردبة وشظاظ: ما أعجب ما عملتم في سرقكم؟ فقال أبو حردبة: أعجب ما سرقت وأعجب ما صنعت أني صحبت رفقة فيها رحل على جمل فأعجبني، فقلت لصاحبي: والله لأسرقنّ رحله، ثمّ لا رضيت أو آخذ عليه جعالة؛ فرصدته حتى رأيته قد خفق رأسه فأخذت بخطام جمله فعدلت به عن الطريق