وأراك تفعل ما تقول وبعضهم ... مذق الحديث يقول ما لا يفعل
فذكر الوعد فأنجز له واعتذر له.
٨٥٥- طلب المتوكّل جارية الزقاق بالمدينة، وكاد يزول عقله لفرط حبّه لها، فقالت لمولاها: أحسن ظنّك بالله وبي، فإني كفيل لك بما تحبّ. فحملت فقال لها المتوكل: إقرئي! فقرأت: إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ
(ص: ٢٣) . ففهم المتوكل ما أرادت فردّها إلى مولاها.
«٨٥٦» - اختفى إبراهيم بن المهديّ في هربه من المأمون عند عمّته زينب بنت أبي جعفر، فوكّلت بخدمته جارية لها اسمها ملك، واحدة زمانها في الحسن والأدب، طلبت منها بخمسمائة ألف درهم فأبت، فهويها وتذمّم أن يطلبها منها، فغنّى يوما وهي قائمة على رأسه:[من الرمل المجزوء]
يا غزالا لي إليه ... شافع من مقلتيه
والذي أجللت خدّي ... هـ فقبّلت يديه
بأبي وجهك ما أك ... ثر حسادي عليه
أنا ضيف وجزاء الض ... ضيف إحسان إليه
ففطنت الجارية فحكت ذلك لمولاتها، فقالت: إذهبي إليه وأعلميه أني قد وهبتك له. فعادت له، فلما رآها أعاد الغناء، فانكبّت عليه فقال لها: كفّي، فقالت: قد وهبتني لك مولاتي وأنا الرسول، فقال: أما الآن فنعم.
٨٥٧- كان بين يزيد بن معاوية وبين إسحاق بن طلحة بن عبيد الله كلام بين يدي معاوية، فقال يزيد: يا إسحاق إنّ خيرا لك أن يدخل بنو حرب كلّهم الجنّة، فقال إسحاق: وأنت والله خير لك أن يدخل بنو العباس كلّهم الجنّة،