فما نطق الديك حتى ملأ ... ت كوب الرباب له فاستدارا
الرباب: صاحب الخمر.
إذا انكبّ أزهر بين السقاة ... تراموا به غربا أو نضارا
«٩٩١» - حضر حسان بن ثابت مأدبة، فغنّته قينة من شعره، وذلك بعدما عمي: [من المنسرح]
انظر خليلي بباب جلّق هل ... تؤنس دون البلقاء من أحد
أجمال شعثاء إذ هبطن من ال ... محمض بين الكثبان فالسّند
يحملن حورا حوّ المدامع في الر ... ريط وبيض الوجوه كالبرد
من دون بصرى ودونها جبل الث ... ثلج عليه السحاب كالقدد
إني وأيدي المخيّسات وما ... يقطعن من كلّ سربخ جدد
أهوى حديث النّدمان في فلق الص ... بح وصوت المسامر الغرد
هل في تصابي الكريم من فند ... أم هل لمدى الأيام من نفد
لا أخدش الخدش للنديم ولا ... يخشى نديمي إذا انتشيت يدي
تقول شعثاء لو صحوت عن ال ... كأس لقد كنت مثري العدد
يأبى لي السيف والسّنان وقو ... م لم يضاموا كلبدة الأسد
فكان يقول: قد أراني سميعا بصيرا، وعيناه تدمعان، فإذا سكتت سكت عنه البكاء. وقدّم الطعام فكان يقول لولده عبد الرحمن: أطعام يد أم طعام يدين؟
فإذا قال: طعام يدين، أمسك عن الطعام- يعني بطعام يد: الثريد، وطعام يدين: الشواء لأنه ينهش نهشا. فلما انقلب حسان إلى منزله استلقى على فراشه