للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثروا لهم الطعام؛ فإنّه والله ما بطن قوم إلا فقدوا بعض عقولهم، وما مضت عزمة رجل بات بطينا. فلما وجد معاوية ما قاله صحيحا، قال معاوية: إنّ البطنة تأفن الفطنة.

تأفن: أي تنقص، ومنه رجل مأفون وأفين: أي ناقص العقل.

١٨٣- قال الحسن: لقد صحبت أقواما ما كان يأكل أحدهم إلا في ناحية بطنه، ما شبع رجل منهم من طعام حتى فارق الدنيا: كان يأكل، فإذا قارب شبعه، أمسك [ ... ] الفضل والله للمعاد.

١٨»

- قيل لأعرابيّ: ما طعامك؟ قال: الخلّ والزيت، فقيل له: أتصبر عليهما؟ قال: ليتهما يصبران عليّ.

«١٨٥» - قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإنّ القلوب تموت كالزّرع إذا كثر عليه الماء» .

١٨٦- وقال عيسى عليه السلام: يا بني إسرائيل، لا تكثروا الأكل، فإنّ من أكثر الأكل أكثر النّوم، ومن أكثر النوم أقلّ الصلاة، ومن أقلّ الصلاة كتب من الغافلين.

١٨٧- وقال الخليل: أثقل ساعاتي عليّ ساعة آكل فيها.

١٨٨- وقال الفضيل: أتخاف أن تجوع؟ لا تخف؛ أنت أهون على الله من ذاك، إنّما كان يجوّع محمّدا صلّى الله عليه وسلم وأصحابه.

١٨٩- وعنه: خصلتان تقسّيان القلب: كثرة الأكل، وكثرة الكلام.

١٩٠- دخل سفيان بن عيينة على الرشيد وهو يأكل بملعقة، فقال: حدّثت عن جدّك ابن عباس في قوله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ

(الاسراء: ٧٠) ، قال: جعلنا لهم أيديا يأكلون بها. فكسر الملعقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>