للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبديّ يتقلّب، فقلت له: ما شأنك؟ فقال: أنا قتيل [البنّي [١]] والفالوذج.

٢٤٧- قال أحمد بن أبي خالد يوما: السميدة الحارّة تزيد في العمر، فقيل له:

وهل يزيد في العمر شيء؟ قال: نعم، طعام أمير المؤمنين يزيد في العمر بلا مرية ولا خلاف. فبلغ ذلك المأمون فأحضره وقال: يا أحمد، إنّ طعامي يزيد في العمر؟

قال: أي والله، ولقد قرأت في مولدي أني أموت وقت كذا، فلما بلغته تأهبّت للموت وتوقّعته، فاعتللت ولم أشكّ أنّ منيّتي قد أتتني. فكان سبب برئي سميدة حملت إليّ من مطبخ أمير المؤمنين، فأكلتها فكأنّما أنشطت من عقال. فضحك المأمون وقال: لقد استحوذ عليك شيطان مريد فأغراك بالأكل.

٢٤٨- قال الحجّاج يوما لجلسائه: أيّ صوت سمعه أحدكم أحسن؟ فقال بعضهم: صوت قارىء حسن التلاوة لكتاب الله في جوف الليل. قال: إنّ ذلك لحسن. قال آخر، أصلح الله الأمير، ما سمعت صوتا أعجب إليّ من أني كنت تركت المرأة ماخضا، وخرجت إلى المجلس، فأتاني آت فقال: أبشر بغلام! فقال الحجّاج: يا حسناه! قال آخر: أصلح الله الأمير، ما سمعت صوتا أحسن في سمعي من أني كنت قائد جيش، فسرّحت الخيل في نحر العداة، فجاء جاء فقال: أبشر بالفتح. فقال شعبة بن علقمة التميميّ: لا والله ما سمعت قطّ أعجب إليّ من أن أكون جائعا مع قوم جياع، فأسمع قعقعة الخوان خلف ظهري. فضحك الحجّاج وقال: أبيتم يا بني تميم إلا حبّ الزاد.

«٢٤٩» - وبنو تميم يذمّون بالجشع، وسبب ذلك أنّ عمرو بن هند [قتل] أخوه وهو طفل في حجر زرارة بن عدس، فآلى ليقتلنّ من بني دارم مائة وليحرقنّهم بالنار، فأعوزه واحد من المائة، وإذا راكب من البراجم قد أقبل حين


[١] البني: نوع من السمك.

<<  <  ج: ص:  >  >>