للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبنو الأصفر الكرام ملوك الر ... روم لم يبق منهم مذكور

فلما فتح الله على المسلمين حدّثت أبي، فقال: قاتله الله! أبى إلا نفاقا، أفلسنا خيرا له من بني الأصفر!؟ ثم كان يأخذ بيدي فيطوف بي على أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم ويقول: حدّثهم، فأحدّثهم فيعجبون من نفاقه.

٣٨٠- وروي أنّ أبا سفيان دخل على عثمان [ ... ] فقال: هل علينا من عين؟ فقال له عثمان: لا، فقال: يا عثمان، إنّ الأمر أمر عالمية [؟] ، والملك ملك جاهلية، فاجعل أوتاد الأرض بني أميّة.

٣٨١- وروي أنه دخل عليه فقال له: إنّ الخلافة صارت في تيم وعديّ حتى طمعت فيها، وقد صارت إليكم فتلقّفوها تلقّف الكرة، فو الله ما من جنّة ولا نار، هذا أو نحوه. فصاح به عثمان: قم عني فعل الله بك وفعل.

«٣٨٢» - حدّث أبو عبيدة أنّ معاوية وجّه جيشا إلى [بلاد] الروم ليغزو الصائفة، فأصابهم جدريّ فمات أكثر المسلمين، وكان ابنه يزيد مصطبحا بدير مرّان مع زوجته أمّ كلثوم، فبلغه خبرهم فقال: [من البسيط]

إذا ارتفقت على الأنماط مصطبحا ... بدير مرّان عندي أمّ كلثوم

فما أبالي بما لاقت جموعهم ... بالقرقدونة من حمّى ومن موم [١]

فبلغ شعره أباه فقال: أم والله ليلحقنّ بهم، فليصيبنّه ما أصابهم، فخرج حتى لحق بهم، وغزا حتى لحق إلى القسطنطينية، فنظر إلى [ ... ] الديباج، فإذا كانت الحملة للمسلمين، ارتفع من إحداهما أصوات الطبول والدّفوف، وإذا


[١] الموم: الجدري.

<<  <  ج: ص:  >  >>