للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهب ماله وتزوّجت، فبينما زوجها الثاني يأكل وبين يديه دجاجة مشويّة إذ جاءه سائل، فقال لامرأته: ناوليه الدجاجة، ونظرت فإذا هو زوجها الأوّل، فأخبرته القصّة، فقال الثاني: أنا والله ذلك المسكين، خيّبني فحوّل الله نعمته وأهله إليّ لقلّة شكره.

«٤٠٠» - كانت قريش لا ترغب في أمّهات الأولاد حتى ولدت ثلاثة هم خير أهل زمانهم: علي بن الحسين، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، وذلك أنّ عمر رضي الله عنه أتي ببنات يزدجرد بن شهريار بن كسرى مسبيات، فأراد بيعهنّ فقال له عليّ: إنّ بنات الملوك لا يبعن، ولكن قوّموهنّ، فقوّموهنّ، فأعطاه فقسمهنّ بين الحسين بن عليّ، ومحمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عمر، فولدن الثلاثة.

«٤٠١» - قال عمرو بن العاص- عند احتضاره- لابنه: يا بنيّ، من يأخذ هذا المال بما فيه؟ قال: من جدع الله أنفه؛ فقال: احملوه إلى بيت مال المسلمين. ثم دعا بالغلّ والقيد فلبسهما، ثم قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: إنّ التوبة مبسوطة ما لم يغرغر ابن آدم بنفسه؛ ثم استقبل القبلة فقال:

اللهم أمرتنا فعصينا، ونهيتنا فارتكبنا؛ هذا مقام العائذ بك، فإن تعف فأهل العفو أنت، وإن تعاقب فبما قدّمت يداي، سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين. فمات وهو مغلول مقيّد. فبلغ الحسن بن عليّ فقال:

استسلم الشيخ حين أيقن بالموت، ولعلّها تنفعه.

٤٠٢- سأل أعرابيّ عمرو بن عبيد عن التوحيد، فتناول بيضة بين يديه، فوضعها على راحته وقال: هذا حصن مغلق لا صدع فيه، ثم من ورائه غرقىء [١]


[١] الغرقىء: القشرة الملتزقة ببياض البيض.

<<  <  ج: ص:  >  >>